لقد أثر تطور التكنولوجيا الذي يشهده العالم من حولنا يومًا تلو الآخر على مختلف جوانب حياتنا ومن ضمنها بالطبع المجال التعليمي، حيث تسعى المؤسسات التعليمية إلى تعظيم الاستفادة من تلك التقنيات لتحسين عملية التعليم وزيادة القدرة على تحقيق أهدافها بفعالية أكبر، ونتاجًا لذلك ظهرت العديد من نظم التعليم ومن ضمنها نظام التعليم الافتراضي الذي سنتحدث عن كل ما يتعلق به في هذا المقال.
تعريف نظام التعليم الافتراضي
يُعرف نظام التعليم الافتراضي على أنه نظام تعليمي يمكن للطلاب أن يكتسبوا من خلاله المعلومات والبيانات والمعرفة بمختلف أشكالها من خلال شبكة الإنترنت من خلال محاضرات تعليمية سواء بشكل متزامن أو غير متزامن، حيث يستطيع من خلاله الطالب أن يتلقى المعلومات على هيئة صور ومقاطع فيديو ومقاطع صوتية وكتب إلكترونية وغيرها، بالإضافة إلى توفير فرصة للتواصل مع المعلمين والتدريب عما يدرسه الطالب من مواد علمية.
أنواع التعليم الافتراضي
هناك أنواع مختلفة من نظام التعليم الافتراضي التي يتميز كل منها بالعديد من المميزات والخصائص، وتنقسم أنواع التعليم الافتراضي إلى ما يلي:
1. التعليم المتزامن
يتطلب نظام التعليم الافتراضي المتزامن أن يكون الطالب متواجدًا في المحاضرة التي يتم بثها عبر الإنترنت في الوقت الفعلي لانعقاد المحاضرة، حيث يتلقى التعليم من المحاضر من خلال ما يبثه من مواد علمية متنوعة مع إمكانية طرح مجموعة من الأسئلة والنقاشات من خلال كاميرا ويب أو من خلال الميكروفون أو طرح الأسئلة عبر الدردشة النصية؛ للحصول على تجربة تعليمية متكاملة.
لذلك، إذا كنت من أولئك الذين يفضلون تلقي التعليم بشكل مباشر، فإن نظام التعليم الافتراضي المتزامن قد يكون الخيار الأنسب لك؛ لأنك ستحصل على مميزات التعليم التقليدي المباشر مع إمكانية حضور المحاضرات من أي مكان دون الحاجة إلى الانتقال إلى مقر المؤسسة التعليمية نفسها، وما يترتب عليه من إهدار للوقت والمال.
2. التعليم غير المتزامن
حيث يعتمد نظام التعليم الافتراضي غير المتزامن على قيام المحاضر بتسجيل المحاضرات في شكل مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية ورفعها على المنصة التعليمية، ثم يقوم الطالب باستعراض المحاضرة في الوقت الذي يفضله، على أن يتم السماح له بالتواصل مع المعلم عبر البريد الإلكتروني أو الدردشة في أي وقت دون الالتزام بأن يقوم المعلم بالرد عليه بشكل فوري.
وعادة ما يعقب هذه المحاضرات اختبارات بسيطة للتأكد من أن الطالب التزم بحضور المحاضرة بشكل فعلي، وأنه يلتزم بالجدول الدراسي بشكل كامل، بالإضافة إلى وجود منتديات تجمع الطلاب ليتمكنوا من خلالها من تبادل المعلومات والنقاش حول الأمور التي لا يفهمونها في المادة العلمية.
ويفيد هذا النوع من التعليم الطلاب الذين تمنعهم ظروف معيشتهم أو عملهم من الالتزام بالحضور في مؤسسة تعليمية ما بشكل منتظم، حيث يمكنهم الحصول على التعليم في الوقت المناسب لهم ومن أي مكان وبنفس الفعالية.
3. التعليم الهجين
ويُعرف أيضًا باسم التعليم المختلط حيث يمزج بين فوائد التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي وفوائد التعليم عن بعد، فيقوم الطالب بحضور بعض الدروس افتراضيًا كما يلتزم بالحضور إلى المؤسسة التعليمية في بعض الأوقات الأخرى؛ مما يجعله يستفيد من مميزات التعليم الافتراضي فيحصل على تجربة تعليمية أفضل ويحصل على ميزة التفاعل والتواصل المباشر مع المعلم التي تتوفر بشكل أفضل في التعليم التقليدي.
الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم الافتراضي
يخلط البعض بين مفهوم التعليم الإلكتروني والتعليم الافتراضي، لكن الحقيقة أن هناك اختلاف واضح بين كلا المفهومين، ويقدم كل منهما تجربة التعليم بشكل مختلف، لكن في البداية دعونا نستعرض مفهوم التعليم الإلكتروني كما أوضحنا مفهوم التعليم الافتراضي أعلاه.
ما هو التعليم الإلكتروني؟
يُعرف التعليم الإلكتروني على أنه توفير محتوى علمي في شكل دورات تعليمية أو محاضرات مسجلة يتعرض لها الطالب بشكل ذاتي بحسب جدوله الشخصي، وغالبًا لا يكون هذا الأمر بشكل تزامني مثل التعليم الافتراضي، وفي النهاية يحصل الطالب على شهادة باجتياز الدورة التعليمية.
الفرق بين التعليم الافتراضي والتعليم الإلكتروني
يعتمد نظام التعليم الافتراضي الإلكتروني على تحميل المادة العلمية بأكملها على الحواسيب أو الأجهزة اللوحية أو الإنترنت، على عكس التعليم الافتراضي الذي يستخدم تلك الأدوات كوسائل مساعدة للتواصل بين الطالب والمعلم.
كما أنه قد يشهد التعليم الإلكتروني حدوث نوع من التواصل بين الطلاب والمعلمين ولكنه ليس بالأمر الأساسي، لكن في التعليم الافتراضي يمثل هذا التواصل أمرًا هامًا لتحقيق الهدف النهائي من عملية التعلم، حيث يتمكن أطراف العملية التعليمية من التواصل مع بعضهما البعض بشكل أساسي سواء بشكل متزامن خلال البث المباشر للمحاضرة أو من خلال طرق غير متزامنة مثل الرسائل عبر البريد الإلكتروني والمنتديات والدردشة وغيرها.
تحديات التعليم الافتراضي
هناك العديد من التحديات التي تهدد نجاح التعليم الافتراضي في تحقيق أهدافه، والتي يجب أن يبحث المختصون عن كيفية إيجاد حلول لها؛ للتمكن من استغلال فوائده والارتقاء بالعملية التعليمية بأكملها، ومن أبرز تلك التحديات نذكر ما يلي:
1. الافتقار إلى الانضباط
يجب أن يبحث المختصون عن طريقة فعالة لضمان أن الطلاب الذين يفضلون نظام التعليم الافتراضي قادرون على الالتزام بالجدول التعليمي على نحو يشابه أو يقترب من ما يحدث في التعليم التقليدي.
2. تحديد الأولويات
يواجه الطلاب الذين يتلقون التعليم من المنزل خطر التشتت في أعمال أخرى خلال فترة الدراسة؛ مما يؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الدراسي، لذلك يجب أن يتم البحث عن حل فعال يجعل الطلاب يركزون بشكل كامل على الدراسة وإعطاء هذا الأمر أولوية كبرى عن باقي الأنشطة الأخرى.
3. نقص الإشراف أثناء الدراسة
غالبًا يميل الطلاب إلى الهروب من الدراسة والبحث عن الأنشطة المسلية والألعاب، هذا الأمر إن كان يحدث بشكل واضح في نظام التعليم التقليدي فإنه بالطبع ستزيد نسبة حدوثه إذا كان الطالب يتعلم من خلال أجهزة حواسيب أو أجهزة لوحية، حيث يمكن أن يهمل دروسه ويقضي وقته في ألعاب الفيديو؛ مما يستدعي زيادة الإشراف الأسري خلال تلقي التعليم بهذا الشكل.
4. زيادة نسبة التسرب من التعليم
قد يؤدي الاعتماد بشكل كامل أو شبه كامل على التعليم الافتراضي إلى زيادة نسبة تسرب الطلاب من التعليم، وذلك بسبب عدم القدرة المالية على توفير الأجهزة اللازمة والبنية التحتية المناسبة؛ مما يعيق وصولهم إلى المحتوى العلمي بشكل جيد.
متطلبات التعليم الافتراضي
هناك العديد من المتطلبات التي يجب على المؤسسات التعليمية والجامعات ومراكز التدريب أن توفرها حتى تتمكن من تقديم خدمة تعليم بجودة عالية للمنتسبين لتلك المؤسسات، ومن أبرز تلك المتطلبات نذكر التالي:
- إعداد مختبرات الحاسب الآلي في تلك المؤسسات وتزويدها بأحدث المعدات.
- إعداد مناهج علمية متطورة تواكب مستجدات العصر وتحقق أهداف التعليم بدقة عالية.
- توفير برمجيات تعليمية تساعد على إتاحة المحتوى العلمي للطلاب ومتابعة مدى تقدمهم في دروسهم العلمية.
- تعريف الطلاب وأولياء الأمور على أهمية التعليم الافتراضي ودوره في تحسين العملية التعليمية.
- تأهيل المعلمين وتزويدهم بمهارات استخدام التكنولوجيا؛ للتمكن من استغلال مميزات التعليم الافتراضي في عملهم بأفضل طريقة ممكنة.
خصائص التعليم الافتراضي
تتمتع بيئة التعليم الافتراضي بالعديد من الخصائص التي تجعلها مميزة، وتساعدها على تحقيق أهدافها بأفضل شكل ممكن، ومن أبرز تلك الخصائص نذكر التالي:
1. تناسب كل شخص بمفرده
يتم تصميم تجربة نظام التعليم الافتراضي بشكل يحقق أفضل تجربة تعليمية لكل شخص على حدى وذلك حسب قدراته ومهاراته وظروفه، حيث لا تشبه التعليم الإلكتروني الذي يتم فيه إطلاق دورات تعليمية للجميع بصرف النظر عن الفروق الفردية بين كل طالب والآخر.
2. التواصل الفعال
يستخدم نظام التعليم الافتراضي تقنية الفيديو لإيصال المعلومات إلى الطلاب، وتضمن تلك الطريقة وجود تواصل فعال بين أطراف العملية التعليمية بشكل يحقق أهداف التعليم بأفضل صورة ممكنة.
3. إمكانية تكرار المواد التعليمية
ولأن نظام التعليم الافتراضي يعتمد على تقنية الفيديو في أغلب الأحيان كما ذكرنا، فإن هذا الأمر يسمح بإمكانية تسجيل المحاضرات والاحتفاظ بها للعودة إليها في أي وقت أو ليتمكن الطلاب الذين لم يستطيعوا حضور المحاضرة بشكل مباشر من مشاهدتها في الوقت الذي يناسبهم فيما بعد.
4. التنظيم والتحكم في المشاركة أثناء الشرح
من خلال نظام التعليم الافتراضي بإمكانك الحفاظ على مستوى جيد من التفاعل بين أطراف العملية التعليمية مع الحفاظ على النظام العام للمحاضرة من خلال التحكم في فتح وإغلاق ميكروفونات المشاركين وميزة القيام برفع اليد افتراضيًا لطلب التحدث وغيرها من المميزات.
5. التواصل بأكثر من طريقة
توفر لك تقنيات نظام التعليم الافتراضي إمكانية التواصل مع باقي المشاركين في عملية التعلم أو المعلمين من خلال أكثر من وسيلة غير المحادثات المباشرة أثناء البث المباشر للمحاضرة، مثل: الدردشة والمنتديات والرسائل عبر البريد الإلكتروني وغيرها؛ مما يحافظ على وجود أعلى مستوى من التواصل بين الأطراف المشاركة في العملية التعليمية.
6. التشفير بشكل كامل
تتيح لك التقنيات المستخدمة في عملية التعليم الافتراضي إمكانية الحفاظ على خصوصية وأمان المحاضرات التي تلقيها افتراضيًا من خلال ميزة التشفير الكامل، والتي تمنع أي شخص من الوصول للمحاضرة ما لم تأذن له بذلك.
7. المتابعة والتقييم
تسمح لك التقنيات المستخدمة في هذا النظام التعليمي إمكانية متابعة الطلاب، ومعرفة مدى التزامهم بالدروس، وتقييم مدى تطورهم في مجال التخصص بأكثر من طريقة وأداة.
8. الإخطارات والإشعارات
هي واحدة من أبرز الخصائص المميزة لعملية التعليم الافتراضي، حيث تسمح بإخطار أطراف العملية التعليمية عند وجود أي رسائل قد وصلت إليهم، بالإضافة إلى إمكانية التذكير بمواعيد المحاضرات أو بالمواعيد النهائية لتسليم الواجبات الدراسية وغيرها.
مميزات التعليم الافتراضي
يوفر نظام التعليم الافتراضي مجموعة لا حصر لها من المميزات التي تساعد جميع أطراف العملية التعليمية على تحقيق أقصى استفادة ممكنة، حيث باستخدام تقنيات التكنولوجيا في التعليم الافتراضي يمكن للمؤسسات التعليمية توفير مزيد من الوقت والأموال والوصول إلى عدد أكبر من الطلاب في المناطق النائية مع وجود تنوع في الوسائل التي يتم من خلالها تدريس المحتوى العلمي.
بالإضافة إلى ذلك، يمنح نظام التعليم الافتراضي فرصة للطلاب للحصول على أفضل مستوى تعليمي من خلال الدراسة في كبرى المؤسسات التعليمية الدولية دون الحاجة إلى السفر وتكبد الكثير من التكاليف وغيرها من المميزات المتنوعة التي تؤدي في النهاية إلى حصول الطالب على تجربة تعليمية أفضل بشكل ملحوظ.
سلبيات التعليم الافتراضي
على الرغم من المميزات اللا نهائية التي يوفرها التعليم الافتراضي إلا أنه قد يترتب عليه مجموعة من السلبيات التي يجب الانتباه لها والبحث عن حلول جذرية لها، حيث يؤدي نظام التعليم الافتراضي إلى عزلة الطلاب من الجانب الاجتماعي وعدم اختلاطهم بزملائهم في المدرسة أو الجامعة، كما يزيد من الشعور بالكسل نتيجة الحصول على التعليم دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم.
كل ذلك إلى جانب وجود مشكلات تقنية تواجه نظام التعليم الافتراضي بشكل متكرر تستوجب إيجاد حلول سريعة لها حتى لا تؤثر على العملية التعليمية، لكن ذلك قد يكون صعبًا إذا لم تتوفر بنية تحتية قوية تساعد على تقليل تلك المشكلات إلى أدنى حد ممكن.
أقسام التعليم الافتراضي
تختلف أقسام التعليم الافتراضي باختلاف الهدف من المواد العلمية التي يتم بثها من خلاله، ومن أقسام التعليم الافتراضي نذكر ما يلي:
قسم التعليم
حيث يختص هذا القسم بما تنشره المؤسسات التعليمية والأكاديمية من محتوى تعليمي بغرض زيادة معرفة الطلاب وحصولهم على شهادة علمية في هذا التخصص.
قسم التدريب
وهو ما توفره المؤسسات التدريبية من محتوى متخصص في مختلف المجالات بهدف تأهيل المتدربين أو الموظفين في مجال ما للحصول على فرص عمل أو تطوير مهاراتهم للحصول على ترقيات في عملهم.
أدوات التعليم الافتراضي
يحتاج نظام التعليم الافتراضي إلى توفر مجموعة من الأدوات؛ لكي يحصل أطراف العملية التعليمية على الاستفادة الكاملة من هذا النظام التعليمي، ومن أمثلة هذه الأدوات نذكر ما يلي:
- أجهزة الحواسيب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
- شبكة إنترنت بجودة عالية.
- كاميرا ويب للتمكن من رؤية المعلم والعكس.
- سماعات للتمكن من الاستماع للمحاضرات.
- ميكروفون للتواصل مع المعلم بشكل مباشر.
تواصل بشكل أفضل مع طلابك من خلال منصة زامن!
إذا كنت تبحث عن طريقة بسيطة تطلق بها منصة تعليمية شاملة خاصة بمؤسستك التعليمية وتتواصل بشكل أفضل مع طلابك فإن الأمر لم يعد صعبًا بعد الآن مع منصة زامن.
حيث نوفر لك العديد من المميزات التي تسهل عليك من عملية بث محتواك التعليمي بمختلف الأشكال مع إمكانية تخصيصه لطلابك بحسب قدرات كل شخص منهم، واختبارهم وتقييم مدى تطورهم في مجال التخصص وغيرها من المزايا التي لا تنتهي، بالإضافة إلى وجود خدمة دعم متوفرة على مدار الساعة لمساعدتك والإجابة على جميع استفساراتك وحل المشكلات التي تواجهك في أسرع وقت، كل ذلك وأكثر ستحصل عليه بأفضل الأسعار.
كل ما عليك هو أن تتواصل معنا الآن؛ لتبدأ طريقك نحو تحقيق أهداف مؤسستك.