تطور تكنولوجيا التعليم عبر التاريخ وأهم مراحل التطور

تطور تكنولوجيا التعليم عبر التاريخ وأهم مراحل التطور

تطور تكنولوجيا التعليم: شهد تاريخ تكنولوجيا التعليم تطورات عديدة على مر مختلف العصور، وشكل رحلة ملهمة مليئة بالتحولات والابتكارات التي غيرت مستقبل التعليم في العالم أجمع بشكل أضفى إلى طرق التدريس التقليدية جانب رقمي مبهر، وفي هذا المقال نستعرض رحلة تطور تكنولوجيا التعليم من البدايات البسيطة إلى التطورات الثورية الحديثة التي شهدها هذا المجال عبر التاريخ.

تطور تكنولوجيا التعليم عبر التاريخ

مر مفهوم تكنولوجيا التعليم بالعديد من مراحل التطور عبر التاريخ حتى وصل إلى المفهوم المنتشر في الوقت الحالي، وتتمثل أبرز تلك المراحل فيما يلي:

1. التعليم السمعي

وهي الطريقة التي كان الفرد يتعلم فيها من خلال حاسة الاستماع، حيث يستخدمون ما يُقال لهم ويتم تكراره أكثر من مرة حتى يتمكن الطلاب من الفهم بشكل صحيح، وذلك بالاعتماد على الوسائل المعتمدة على حاسة السمع مثل: مسجلات الصوت والمكبرات الصوتية والمذياع وغيرها.

2. التعليم البصري

وفي هذه المرحلة صار الاهتمام على الطرق التي تعتمد على توصيل المعلومات إلى الطلاب من خلال الوسائل البصرية بهدف تحقيق الأهداف التعليمية بشكل كامل، وذلك من خلال الاعتماد على الوسائل التي تخاطب حاسة البصر ومنها على سبيل المثال: الصور والخرائط والكتب والمجلات والأفلام الصامتة والسبورات وغيرها من الوسائل.

3. التعليم السمعي البصري

وشهدت هذه المرحلة دمج العملتين السابقتين مع بعضهما البعض، حيث صار الاعتماد على إيصال المعلومات للطلاب من خلال حاستي السمع والبصر، وذلك من خلال استخدام مختلف الوسائط التي تعتمد على هاتين الحاستين، ومنها على سبيل المثال: الأفلام التعليمية الناطقة والمتحركة وقنوات التليفزيون التعليمية وأجهزة الفيديو والحاسوب وغيرها.

4. مفهوم الاتصال

تحول الاهتمام في هذه المرحلة من مجرد التركيز على المواد والأجهزة التي يتم الاعتماد عليها في الشرح إلى التركيز على العملية التعليمية بكاملها، وكيفية تعزيز عملية التفاعل بين المعلم وطلابه خلال الشرح، حيث بات يُنظر إلى التعليم على أنه عملية يتم التفاعل فيها بين المرسل والمستقبل وكيفية توصيل المعلومات بشكل دقيق ليتم استيعابها بسهولة ويسر.

5. مفهوم النظم

وشهدت هذه المرحلة من مراحل تطور تكنولوجيا التعليم عبر التاريخ النظر إلى تقنيات التعليم على أنها عبارة عن نظام تعليمي متكامل تهدف جميع مكوناته إلى تحقيق هدف واحد ونهائي، فيجب أن يتم النظر إلى تلك المكونات بشكل مترابط وليس بشكل منفصل أو مستقل.

6. العلوم السلوكية

حيث ركزت هذه المرحلة على النظر إلى سلوك المتعلم وكافة الظروف التي تحيط بالعملية التعليمية، فأكدت هذه المرحلة على ضرورة استخدام الأدوات التكنولوجية لمساعدة المعلم في عملية التعزيز وليس العرض.

7. الكتب الإلكترونية

وتسلط هذه المرحلة الضوء على استخدام نسخة من الكتب المطبوعة ولكن بشكل رقمي يتم عرضها على شاشة الحاسوب بشكل تفاعلي، حيث يمكن أن تحتوي الأقراص المدمجة (CDs) على قدر هائل من المعلومات في شكل نصوص مكتوبة أو صور ورسوم متحركة أو مقاطع صوتية وغيرها من الوسائل التي تساعد على جذب انتباه الطلاب وإثارة فضولهم للتفكير في الموضوعات التي يدرسونها بشكل أعمق.

المرحلة الحالية من التطور في تكنولوجيا التعليم

ولم تتوقف مراحل تطور تكنولوجيا التعليم حتى الآن، حيث يحمل كل يوم جديد في طياته العديد من التطورات المذهلة في هذا المجال، حيث صار الطالب في الوقت الحالي قادرًا على تطويع التعليم بشكل يناسب ظروفه الحياتية وسرعة تعلمه، واستخدام المنتديات الإلكترونية في تبادل المعلومات والآراء حول مختلف الموضوعات التعليمية، بالإضافة إلى دخول العديد من البرامج التعليمية التي جعلت عملية التعليم الإلكتروني أكثر سهولة ويسر، ولم يصل التطور في المرحلة الحالية إلى نهايته بعد.

اقرأ أيضًا: تكنولوجيا التعليم في السعودية.

مراحل تطور دمج تكنولوجيا المعلومات في التعليم

لقد مرت عملية دمج تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية بعدة مراحل متتابعة بحسب طبيعة التكنولوجيا المستخدمة في كل مرحلة وكيفية طرح المعلومات من خلال التقنيات المختلفة، وتتمثل هذه المراحل فيما يلي:

1. اقتصار استخدام التكنولوجيا في بيئة التعلم (Learning Environment)

وشهدت هذه المرحلة استخدام الحاسوب في المدارس بشكل بسيط، حيث كان يقتصر على وجوده في مختبر الحاسوب فقط، من خلال القيام بتوصيل تلك الأجهزة بشاشة عرض كبيرة، ويتم من خلالها استعراض مجموعة من المعلومات الدراسية من خلال استخدام برامج Microsoft Office المتنوعة حيث يتم عرض المعلومات في شكل صور ومقاطع فيديو ورسومات توضيحية؛ مما ساهم بشكل كبير في جعل عملية التدريس أكثر فعالية، وأدت إلى زيادة استيعاب الطلاب للمعلومات، لكنها ما تزال مقتصرة على استخدامها في وقت محدد للغاية.

2. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Information Communication Technology)

مع زيادة انتشار الإنترنت توسع استخدام المدارس لتكنولوجيا المعلومات ولم يصبح الأمر مقتصرًا على استخدام التكنولوجيا داخل مختبرات الحاسوب فقط، بل صار بإمكان أي شخص الحصول على المعلومات من خلال الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان، وأصبحت هناك إمكانية لتبادل المعلومات والتواصل بين المعلمين وطلابهم من خلال الوسائل المختلفة عبر الإنترنت.

3. التعليم عن بعد (Distance Learning)

وتأتي هذه المرحلة مع التطور الكبير الذي شهدته الوسائل التكنولوجية وكيفية دمجها في عملية التعليم، حيث أصبح التدريس يعتمد على استخدام تقنيات متطورة تساعد في توضيح المعلومات بشكل أكبر من خلال استخدام العديد من الوسائل التفاعلية، وذلك سواء كان بشكل متزامن أو غير متزامن بما يناسب ظروف المتعلم ويمكنه من تحصيل العلوم في أي وقت ومن أي مكان، ويأخذ التعليم الإلكتروني أشكال عديدة ومن أبرزها نذكر ما يلي:

  • طريقة الغرف الصفية المعكوسة (Flipped Classroom)

وسُميت بهذا الاسم لأنها تعكس العملية التعليمية التي تحدث في الطريقة التقليدية، حيث لم يعد المعلم هو القائم بالتلقين والطلاب يستقبلون المعلومات فحسب، بل تعتمد هذه الطريقة على حصول المتعلمين على تسجيلات صوتية أو مصورة للشرح من قبل المعلم.

بعد ذلك يمكن للطلاب مراجعة تلك الدروس أكثر من مرة وفي أي وقت ومن أي مكان، ثم مناقشتها مع المعلم بشكل متزامن أو غير متزامن، بل ويمكن للطالب أن يضيف مجموعة من المعلومات التي يحصل عليها من خلال البحث عبر الإنترنت؛ مما يجعل العملية التعليمية أكثر تفاعلية.

  • الدورات التدريبية والمساقات عبر الإنترنت

وهي إحدى أشهر طرق التعلم والتدريب في الوقت الحالي، حيث تتيح العديد من المؤسسات التعليمية مجموعة من الدورات التدريبية والمساقات المفتوحة عبر الإنترنت يمكن لأي شخص أن يحصل عليها في الوقت والمكان المناسب له وبعضها قد يكون بشكل مجاني.

وتعتمد تلك المساقات على فكرة تسجيل المحتوى العلمي في شكل مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية أو مستندات مكتوبة مع تجهيز اختبارات لتقييم الطلاب وإمكانية الحصول على انطباعاتهم بشأن المساق، ولكن كل ذلك بشكل مفتوح عبر الإنترنت.

4. التعليم المدمج (Blended Learning)

وتحقق هذه المرحلة من دمج تكنولوجيا المعلومات مع عملية التعليم توازن كبير بين التعليم التقليدي وكيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده في عصرنا الحالي، حيث يتم اعتبار المعلم مرشدًا للطلاب يساعدهم في البحث عن المعلومات عبر الإنترنت وتلقيها بطرق تعتمد على قدر أكبر من التفاعل مثل مقاطع الفيديو والرسومات والصور وغيرها، لكن يتم ذلك بتوجيهات مباشرة من المعلم في الصف الدراسي.

اقرأ: معوقات تكنولوجيا التعليم.

واكب تطورات تكنولوجيا التعليم وانضم إلى منصة زامن

إذا كنت تبحث عن كيفية مواكبة التطورات التي يشهدها العالم من حولنا في تكنولوجيا التعليم، فلا تتردد كثيرًا؛ لأن منصة زامن توفر لك كل ما تحتاجه في بث محتواك التعليمي بشكل رقمي واستخدام العديد من المميزات التي تساعدك في إطلاق أولى دوراتك التعليمية عن بعد لتصل إلى عدد أكبر من المهتمين بمجال تخصصك.

تواصل معنا الآن، واستفسر عن كيفية إطلاق منصتك الخاصة لتقديم الدورات التدريبية والتعليمية من خلال منصة زامن وبأفضل الأسعار وبخدمة دعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ لنحقق لك تجربة متكاملة.

حول Fahd Abu Umyrah

فهد أبو عميرة هو كاتب محتوى متميز وصحفي ماهر، يمتلك خبرة واسعة في مجال كتابة المحتوى الجذاب والإبداعي والمحتوى الرقمي، حيث يتميز بقدرته على نقل الأفكار بشكل واضح وجذاب للقراء.

كصحفي محترف، فهد يمتلك القدرة على جمع المعلومات وتحليلها بعمق، مما يساعده في كتابة تقارير صحفية دقيقة وموضوعية. يعتمد على أخلاقيات صحافية عالية في عمله ويسعى دائمًا لتقديم المعلومات بصدق ونزاهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top